تابعنا نحن الموقعين أدناه من منظمات مجتمعية ما بثته مختلف القنوات الليبية في موسمها الرمضاني لسنة 2020 من أعمال وبرامج تلفزيونية ، وساءنا ما لمسناه من كم هائل من البرامج التي تروّج للإساءة بالإنسان وحقوقه بشكل عام، أو التي تحث على التمييز والدونية لكل من المرأة أو الأجانب أو السود أو مختلف الأقليات المتواجدة والمتعايشة في المجتمع الليبي، وهو ما يخالف أيضاً كل المواثيق والمعاهدات الدولية، من أبرزها القوانين الدولية لمكافحة التمييز والعنف، والعهد الدولي بالحقوق الإجتماعية والثقافية.
إن ما نراه اليوم في المشهد التلفزيوني الرمضاني، يصل إلى شريحة كبيرة من المتابعين، وما يبثه من رسائل وتطبيع مع هذه التصرفات والسلوكيات، هو الممهد الذهني الأول للتشجيع على كل انتهاكات حقوق الإنسان والعنف الأسري والعنف ضد المرأة والأقليات، وجعلها مشهد معتاد في الحياة اليومية، أو مادة للسخرية والضحك، عوضاً عن مسألة تحتاج للاستياء والرفض.
إن تنامي الكراهية والدونية والفوارق المجتمعية يبدأ مما نتلقاه يومياً في وسائل إعلامنا، وهذا الخطاب المشجع على هذه الممارسات الذي يؤدي في نتائجه النهائية إلى أن يخسر الناس حياتهم نتيجة هذه الأفكار.
وإذ أننا نوجه إدانتنا إلى كل القنوات الليبية كافة، إلا أننا نخص بالذكر قناة 218 وما بثته من مسلسل بعنوان “صاير صاير” الذي يروِّج للعنف ضد المرأة ، وقناة سلام في كاميرتها الخفية ” توجع لكن مية مية ” وبرنامج “افتح المايك” في إهانتها لذوي الإعاقة ومختلف الأقليات والأجانب، وأيضاً ما تبثه قناة ليبيا الرسمية من خطاب تحريضي ضد حقوق المرأة والحريات الفردية كبرنامج الإعلامي الهادي الغناي.
ومع حرصنا وتشديدنا ووقوفنا الكامل مع حرية التعبير والإبداع وحرية الفن، وكذلك حرية الإعلام، فإننا كقوى مجتمعية ندين ونستنكر وندعوا لمقاطعة هذه البرامج ومحاسبة العاملين عليها
و ندعوا لحملات مضادة ضد كل هذه القنوات وكل من يشارك في برامجها المروجة لهذه السلوكيات والإعتداءات الخطيرة التي تمس حقوقنا وإنسانيتنا، بل وتهدد سلمنا ووجودنا كأفراد في هذا المجتمع.