بتاريخ الرابع من يونيو 2020 سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا على مدينة ترهونة بشكل كامل بعد انسحاب العناصر الموالية التابعة لخليفة حفتر منها، وفِي هذا السياق تؤكد نداء على:
1. رصدها لجملة من الانتهاكات المفزعة التي ارتكبتها القوات التابعة لخليفة حفتر، حيث جرى توثيق أكثر من 100 جثة تم العثور عليها بالمستشفى العام بمدنية ترهونة، بعضها مجهولة الهوية، ومن بينها نساء وأطفال.
2. توثيق عدد من حالات خطف طالت عائلات كاملة تنتمي لمدينة ترهونة، والاعتداء بالخطف والتغييب القسري على أكثر من 10 سيدات، على خلفية مزاعم بتأييدهن لحكومة الوفاق الوطني وقتلهن بعد تعذيبهن.
3. رصد عدد من الانتهاكات ” سرقات لممتلكات عامة وخاصة، وعمليات حرق وتدمير لعشرات البيوت” ارتكبتها مجموعات مسلحة بعد سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني على مدينة ترهونة في موقف يُبين الفراغ الأمني الذي تعيشه المدينة.
وإذ تدين نداء هذه الانتهاكات، فإنها تؤكد على أن استيفاء الحق بالذات، واللجوء لقوة السلاح، وارتكاب المزيد من هذه الأفعال يقوض فرص قيام دولة القانون والعدالة ويرجع ليبيا إلى فترة ما بعد سقوط النظام السابق 2011.
إن الأفعال التي تم توثيقها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تستوجب الكشف عنها مع ضرورة محاسبة المسؤولين.
وفِي سياق توثيق الانتهاكات، تحث نداء وزارة الصحة الليبية على التحرك الفوري واتخاذ كافة التدابير الطبية للكشف عن الجثث مجهولة الهوية، والعمل على التنسيق والتواصل في ذلك بشكل مباشر مع الهلال الأحمر الليبي والصليب الأحمر الدولي.
وتحمل نداء المسؤولية القانونية للسلطات الأمنية والقضائية في ليبيا بشأن ضرورة إيقاف استمرار وقوع مثل هذه الانتهاكات وعدم تجددها، واتخاذ الاجراءات والتدابير المناسبة لمحاسبة الفاعلين. كما تناشد البعثة الأممية بالعمل على تقديم المساعدات اللازمة والضرورية بشكل عاجل للسلطات في ليبيا للقيام بمسؤولياتها.